الخميس، 25 مايو 2017

المقاطعة الإيجابية والمقاطعة السلبية

لطالما اعتبرتُ مقاطعة الانتخابات أو أي نشاط عام يهم الناس عامة عملًا سلبيًا لا يغير من أمر الواقع، لأنك تترك الساحة لغيرك يستفرد بها كما يشاء.

ما يحصل في بلدة بيت فوريك هذه الأيام هو ما أسميه المقاطعة الإيجابية، أي المقاطعة التي تأتي منها نتيجة ويكون لها فعل على الأرض.

ففي بلدة فوريك كان هنالك اعتراض قبل أشهر على ضريبة الأملاك المفروضة على القرية، وكان هنالك توجه لدى الغالبية من العائلات والتنظيمات لمقاطعة الانتخابات احتجاجًا على الضريبة.

وعندما جاء موعد الانتخاب قاطع الجميع باستثناء بضع أشخاص شكلوا قائمة وترشحوا وفازوا بالتزكية.

الجماعة المقاطعين وهم فيما يبدو يمثلون غالبية في البلدة لم يكتفوا بمقاطعة الانتخابات ترشحًا وانتخابًا، بل قاطعوها نتيجة.

وهنا أوضح ما أعيبه على المقاطعين في العالم العربي، أنهم يقاطعون ترشحًا وانتخابًا ويقبلون النتيجة فعليًا وإن رفضوها لفظًا؛ يعني يقاطعون الانتخابات البلدية لكن يتعاملون مع المجلس البلدي المنتخب بحكم الأمر الواقع، وهذا ما أسميه المقاطعة السلبية.

أهل بلدة فوريك اتبعوا سياسة مختلفة، فيوم الانتخابات نظموا اعتصامًا أمام المجلس البلدي رغم أنه لا انتخاب لأن النتيجة محسومة بالتزكية.

ويوم استلام المجلس البلدي خرجوا في مسيرة رافضة للمجلس البلدي، وتواصلوا مع محافظ نابلس ليقنعوه بعدم استلام المجلس البلدي عمله، بكلام آخر يريدون منع نتيجة ما اعتبروه باطلًا.

وعليه فأنا أدعم أي مقاطعة للانتخابات إن كان هنالك برنامج لمقاطعة المؤسسات المنتخبة والعمل على إسقاطها.

أما الاكتفاء بالرفض من خلال البيانات والتصريحات، والبحث عن أرقام تثبت تدني نسبة الاقتراع، فهذا تحول في عالمنا العربي إلى خداع للذات وملهاة تواسي بها المعارضة نفسها.

وعلى نفس المنوال أفرق بين المقاطعة السلبية للاحتلال والمقاطعة الإيجابية، فالأولى تعتبر مقاطعة النشاطات التي يشارك بها الاحتلال انتصارًا مؤزرًا وتكتفي بذلك، أما المقاطعة الإيجابية فهي ملاحقة الاحتلال في كل مكان بالعالم لاقناع من يتعامل معه بالانضمام للمقاطعة وقطع صلاته مع الاحتلال.

ليست هناك تعليقات: