الخميس، 18 مايو 2017

ملاحظات حول الدعوة للحراك الشعبي عند المناطق الحدودية في غزة


بغض النظر عن الأسلوب المنتقد الذي تكلم به فتحي حماد والسخرية المبالغ فيها من كلامه، أريد توضيح بعض الأمور والمغالطات التي سمعتها تتردد:

الأولى: زعم البعض أن حماس كانت تمنع المواجهات الشعبية في المناطق الحدودية، متسائلين "لماذا الآن تسمح لها؟"

وبحكم متابعتي الوثيقة لانتفاضة القدس وأحداثها فحماس لم تمنع أحد من الاحتكاك مع قوات الاحتلال منذ بدء الانتفاضة، كانت هنالك حالات منع قبل الانتفاضة لكن بعدها كان هنالك قرار من الحركة بالسماح لكافة اشكال المواجهات الشعبية.

وكانت مناطق تلة أم حسنية وناحل عوز وحاجز إيريز وغيرها نقاط مواجهات أسبوعية طوال العام ونصف الأخيرة، وإن مالت الأمور إلى الهدوء في الشهرين الأخيرين لأسباب تعود للشبان أنفسهم.

خلال عام 2016م هنالك 10 شهداء في غزة أغلبهم ارتقوا في المواجهات على المناطق الحدودية، بالإضافة إلى 195 جريح و145 نقطة مواجهات طوال العام.

فضلًا عن المواجهات أواخر عام 2015م بعد انطلاق انتفاضة القدس، ومن يريد الإنكار فأنا مستعد للتحدي وإحضار له أخبار وتقارير عن هذه المواجهات من وكالات إخبارية تتبع كافة ألوان الطيف السياسي.

كانت المواجهات بشكل أساسي أسبوعية، وأحيانًا لإحياء انطلاقة بعض الفصائل مثلما فعلت الجبهة الديموقراطية ذات مرة.
فالزعم بأن حماس كانت تمنع غير صحيح ومخالف للواقع تمامًا.

الثانية: قول بعض المعترضين أن غزة ليست بحاجة لأساليب المقاومة الشعبية لأن لديها أجنحة عسكرية جاهزة، وهذه نظرة قاصرة وحالمة للوضع في غزة.



لأنه بداية غزة ليست دولة مستقلة بل هي جزء من فلسطين، وما زالت 98% من فلسطين محتلة، فلو كانت هذه الفصائل تكفي لحماية شعبنا لماذا لم تحرر ما تبقى من فلسطين وتعيد اللاجئين؟

إمكانيات الفصائل العسكرية محدودة، وهي لا تستطيع خوض حربًا جديدة لأن هذا سيستنزف الناس ويدمر غزة من جديد.

المواجهات الشعبية في المناطق الحدودية تبقي قضية العودة وقضية فلسطين حية، دون أن تصل الأمور إلى لحظة الانفجار الكبير، وفيها استنزاف للاحتلال بطرق شتى.

أما الكلام عن الموت المجاني فبداية كل عمل مقاوم فيه مخاطر وفيه موت، والأعداد الكبيرة من الشهداء في غزة ببداية انتفاضة القدس تقلص مع الوقت لأن الشبان تعلموا من أخطائهم، وغيروا تكتيكاتهم ومناطق المواجهات لتكون أكثر أمنًا وأكثر إيلامًا بالعدو.

فعلى سبيل المثال: في أحد المواجهات قام الشبان باقتلاع بوابات الموقع المسمى "المدرسة" وأخذوها كغنائم إلى داخل قطاع غزة، دون أن يسقط شهداء.

إذا أردت انتقاد الفعاليات يوم غد فليكن بناء على ملعومات صحيحة وليس بناءً على أحكام جاهزة، وإن لم تعجبك فلا تشارك فيها ولا داعي للتشنج.

ليست هناك تعليقات: