الخميس، 1 يونيو 2017

الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت والدور المتقدم للمرأة



أعلنت اليوم تشكيلة مجلس الطلبة لجامعة بيرزيت، ومن بين 6 مقاعد للكتلة الإسلامية ذهبت ثلاثة منها لطالبات، أي النصف.

كما أنه من بين أعضاء مؤتمر المجلس الـ25 للكتلة فإن 9 منها لطالبات وهي نسبة عالية، مقارنة بحركة فتح أو اليسار.

هذه المشاركة العالية لطالبات الكتلة الإسلامية لم تأت من خلال كوتة نسوية ولا من خلال ضغوط المؤسسات النسوية، بل جاءت نتيجة لتطور طبيعي مرت به الكتلة الإسلامية وفكر متقدم ميز الكتلة.

ربما ساهم الاستهداف الأمني لشباب الكتلة الإسلامي المتكرر بالدفع قدمًا لمشاركة أكبر للطالبات، لكن بدون نضج ووعي اجتماعي وفكري لدى الكتلة الإسلامية لما كان ذلك ممكنًا.

كما أن مرور الجامعات الفلسطينية بمرحلة تحول كبيرة بحيث أصبحت غالبية منتسبيها من الطالبات، يفرض على الكتلة الإسلامية تغيير نظرتها وتعاملها مع الطالبة، لأنه لا يعقل أن تقود الأقلية (الشباب) الأغلبية، ولا يعقل أن تترك الأغلبية على الهامش بدون استغلال طاقاتهن.

ولا أنسى هنا التحول الاجتماعي لدى الكثير من العائلات، بحيث أصبحت تتقبل أن تدخل بناتها معترك العمل النقابي والسياسي وضمن صفوف الكتلة الإسلامية وما يعنيه ذلك من التعرض للاعتقال والأذى من جانب الاحتلال والسلطة، ونذكر هنا عضوة مجلس الطلبة السابق في جامعة بيرزيت إستبرق التميمي المعتقلة لدى الاحتلال.

فالنظرة التقليدية في مجتمعنا تجاه الفتاة تحرم عليها الكلام والعمل في السياسة، وعند الكثيرين يعتبر تورطها في علاقة عاطفية مع شاب أو إدمان المسلسلات التركية أقل سوءًا من العمل السياسي حتى لو لم تعتقل.

فوجود عائلات لديها القابلية لدعم بناتها في دخول هكذا تجربة هو تطور إيجابي، رغم أنه يكاد يكون محصورًا على ما أسميه "السلالات المقاومة" أي أن تأتي الفتاة من عائلة فيها نشطاء من حماس (وغالبًا الأب)، لكن هذه البداية لكسر محرمات اجتماعية متخلفة.

كل هذه العوامل دفعت بموقع الفتاة إلى الأمام في الكتلة الإسلامية بجامعة بيرزيت، بعيدًا عن تنظير المؤسسات النسوية التي تحاول فرض نموذج علماني للمرأة، وتحارب الالتزام الديني.

تجربة الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت مع المرأة تستحق الدراسة وأن تكون قدوة، ومحورها اعتبار الفتاة في محور العمل الطلابي وليس على هامشه، وأنه يمكنها أن تأخذ دورًا متقدمًا مع الحفاظ على الثوابت الدينية والعقائدية، وأن محاربة العادات الاجتماعية المتخلفة لا يعني محاربة القيم الدينية.

ليست هناك تعليقات: