الخميس، 28 ديسمبر 2017

مشهد يلخص القضية الفلسطينية اليوم


تعرض وزير الأمن الداخلي الصهيوني "أردان" للرشق بالحجارة لدى قيامه بجولة في بلدة أبو ديس قبل أيام، وهذا له دلالتان:

الأولى: أبو ديس هي "العاصمة" البديلة التي عرضها الاحتلال على السلطة من خلال محمد بن سلمان، وهي صهيونيًا تقع في الضفة الغربية وليس القدس، وتحت مسؤولية جيش الاحتلال ووزير الدفاع.

فلماذا يتجول بها وزير الأمن الداخلي؟ هذا يدعم شواهد كثيرة أخرى، وآخرها مخطط الاحتلال إقامة مطار دولي على طريق "القدس أريحا"، بأن الاحتلال ينوي ضم الضفة الغربية وابتلاعها.

الثانية: هذه "القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل" التي يتفاخرون بها، لا يستطيع وزير صهيوني القيام بجولة فيها دون تعرضه للرشق بالحجارة، والمناطق الفلسطينية في القدس لا يجرؤ نتنياهو دخولها.

يستطيع ترمب وعد الصهاينة بالقدس لكن حجارة هذه الأرض ترفضهم وتلفظهم، وأبناء فلسطين سيقاومونهم حتى لو لم يبق لهم إلا الحجر.





الاثنين، 18 ديسمبر 2017

حول النظرة النمطية للأكراد



دومًا ما حذرنا من آفة التعميم ..


عندما تكون هنالك أحزاب كردية يسارية معادية للدين، أو عندما يستنجد بعضها بالصهاينة مثلما فعل البرزاني، فهذا لا يعني أنهم يمثلون الشعب الكردي.


اتحدى حزب العمال الكردستاني أو حزب البرزاني أن يخرج هذه السيول البشرية التي خرجت أمس في ديار بكر نصرة للقدس والأقصى.


هذا هو الشعب الكردي وليس أيتام أمريكا وروسيا.

دور النظام الأردني والسلطة الفلسطينية في مواجهة قرار ترمب



يتحمل النظام الأردني والسلطة الفلسطينية مسؤولية ما وصلنا إليه، من تجرئ الاحتلال علينا، وصولًا إلى قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.

والمطلوب منهما أكثر من مجرد الشجب والإدانة أو السماح للناس بالتعبير عن غضبهم.

فنتنياهو وترمب أخذا بعين الحسبان أن تكون هنالك احتجاجات ضد القرار، وراهنوا على أنها ستنتهي ويمر القرار في نهاية المطاف.

لهذا فالمطلوب من السلطة والنظام الأردني تحديدًا، ليس التنديد ومقاطعة اجتماع أو أكثر مع مسؤولين أمريكان، بل إنهاء اتفاقيتي أوسلو ووادي عربة بالكامل، حتى يدفع الاحتلال الثمن.

والمطلوب جماهيريًا استمرار التصعيد في كل مكان ضد الاحتلال وأمريكا وعدم التوقف، حتى يندموا على القرار.

خلال أحداث المسجد الأقصى قبل 5 شهور أعلن محمود عباس تجميد التنسيق مع الاحتلال، وتبين لاحقًا أنه تجميد في الإعلام أما على الأرض فهو مستمر وكأنه لا يوجد شيء.

واليوم السلطة الفلسطينية تسمح للناس بالمشاركة في مسيرات التنديد بقرار ترمب، والوصول إلى نقاط التماس، وهذا شيء جيد لكنه ليس كافيًا.

لسنا مغفلين لنقبل بالتنديد في الإعلام وفي نفس الوقت تستمر الأعمال المشتركة كما هي.

ويجب أن يقوم الشعب بدور الرقابة على الحكام ليتأكد من تنفيذهم المطالب، فالتصدي لترمب ليس بالتفريغ عن مشاعرنا، بل يتطلب خطوات عملية وحقيقية، وإلا فليرحل الحكام غير مأسوف عليهم.

الشعب الأردني لا ينتظر شهادة حسن سير وسلوك من الملك عبد الله لكي يوجه "الشكر للنشامى"، فهم نشامى بشهادته وبدونها.

فالملك هو الذي يجب أن يبحث عن شهاد حسن وسير وسلوك، لأن خياراته الفاشلة في السابق وانبطاحه المتكرر أمام الاحتلال هو الذي أوصلنا لهذا الوضع البائس.

الشعب الأردني ينتظر قرارات فعلية من الملك، وهذه قائمة بسيطة بما يمكن أن يقوم به، وأضعف الإيمان أن ينفذ ثلاثة أو أربعة بنود من المذكورة أدناه، وما لم يفعل ذلك فهو شريك للاحتلال بالجريمة:

1) يقطع العلاقات الديبلوماسية رسميًا.
2) يوقف استيراد الغاز.
3) يلغي مشروع قناة البحرين نهائيًا (غير خطره التطبيعي فهو خطر بيئي مدمر).
4) يمنع اللقاءات التطبيعيية التي تتم على أرض الأردن.
5) يغلق المصانع الصهيونية في المناطق الحرة.
6) يغض النظر عن المقاومين الذين يريدون عبور الحدود وتنفيذ عمليات.
7) استدعاء السفير الأمريكي وتقديم احتجاج رسمي لديه.
8) وقف التنسيق الأمني بين المخابرات الأردنية والشاباك الصهيوني.
9) منع دخول المستوطنين للأردن.
10) وقف استيراد البضائع من الكيان الصهيوني.


المطلوب أفعال وليس أقوال، ومن لا يفعل فعليه أن يرحل يكفيه ما دمر من القضية الفلسطينية.

الأحد، 17 ديسمبر 2017

حول الدعوة لإغلاق الطرق الالتفافية أمام المستوطنين


من الممكن أن تكون الدعوة لإغلاق الطرق الالتفافية أمام المستوطنين يوم غد الاثنين نقلة نوعية للعمل المقاوم في الضفة.

وذلك في حال طبقت على مستوى واسع، يتخطى النشاطات المحدودة للمتضامنين الأجانب والنشطاء الذين يغلقون طريق أو اثنين من الطرق الالتفافية بأجسادهم ثم يأتي الاحتلال ويقمعهم.

هنالك عشرات الطرق الالتفافية ومداخل المستوطنات، التي إن قام شبان الانتفاضة بإغلاقها بالحجارة وسكب الزيت وإشعال الإطارات وغيرها من معيقات الحركة، فإنها ستكون خطوة إلى الأمام وأكثر أثرًا من بعض وسائل المواجهات التقليدية.

فهي أكثر جدوى من إشعال الإطارات قرب نقاط التماس وانتظار جنود الاحتلال، لإلقاء الحجارة عليهم، فالجندي مفرغ للمواجهات وهو يأتي محصنًا بملابس خاصة ومركبات محصنة، وهكذا يصبح تأثير الحجر محدودًا، وخطر إصابة المتظاهرين أكبر.

أما الكمائن على الطرق الالتفاقية وإغلاقها فهي تستهدف المستوطن المتوجه إلى عمله، وفي بعض الأحيان لا تكون سيارة المستوطن محصنة ضد الحجارة.

وإذا علمنا أن المستوطن في الضفة يعمل ويعيش أكثر وقته في تل أبيب والداخل الفلسطيني، وهو يأتي للضفة فقط للنوم في المستوطنة، فوقتها نعرف أهمية هذه الخطوة والضرر الذي ستلحقه بالمشروع الاستيطاني في الضفة.

ومن البديهي القول أن مهاجمة سيارات المستوطنين في الطرق الالتفافية يقوم بها فعلًا الكثير من شبان الانتفاضة، لكنهم لم يستنفدوا كامل طاقتهم في ذلك، وهنالك قدرات لتطوير هذا الأسلوب من العمل المقاوم.

عندما نفكر بالانتقال من الدفاع إلى الهجوم، فنحن نسير على الطريق الصحيح.


اليوم ذكرى 25 عامًا على إبعاد قادة حماس والجهاد إلى مرج الزهور



لقد اعتاد الصهاينة منذ النكبة على طرد وتهجير الشعب الفلسطيني إلى خارج فلسطين وتيه الشتات.

وكان رابين يفترض أن جريمة الإبعاد إلى مرج الزهور ستمر كما مر غيرها، ويتخلص من مئات القادة ونخبة العمل المقاوم الفلسطيني.

لكن إصرار المبعدين على كسر القرار وصمودهم في مرج الزهور، كسر وللأبد مشروع التهجير إلى خارج فلسطين، واضطر الاحتلال للسماح لهم بالعودة بعد عام من الصمود.

كان حدثًا مفصليًا أثبتوا من خلاله أن وقف الاحتلال عند حده أمر ممكن ومقدور عليه.

طبعًا الاحتلال لم ييأس وما زال يمارس أساليبًا مختلفة لتهجير الفلسطينيين، لكن أسلوب الطرد المباشر انكسر وهزم للأبد في مرج الزهور.


المهم أن نثق بقدرتنا على كسر هذا الاحتلال وسنجد لكل مشكلة حلًا.

الجمعة، 15 ديسمبر 2017

عودة نشاط حماس إلى الضفة الغربية



رغم استمرار حظر السلطة لنشاطات حماس في الضفة الغربية، واستمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال، إلا أن هنالك تحسنًا طفيفًا في الوضع العام بالنسبة للحركة، سواء من خلال مسيرات حماس اليوم في نابلس ورام الله، أو غير ذلك.

وهذا التحسن ليس ناتجًا عن تغير في سياسة السلطة، بل هي نتيجة الظروف العامة من أجواء المصالحة (المتعثرة) والمواجهات المشتعلة مع الاحتلال بعد خطاب ترمب.

وبشكل عام هنالك تحسن بطيء وتدريجي في الوضع العام بالضفة الغربية، سواء من حيث مقاومة الاحتلال، أو نشاطات حركة حماس، وذلك منذ حرب غزة عام 2014م.

وهو تحسن يعود لأمرين: ارتفاع وتيرة المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، والمبادرات التي يقدم عليها أبناء حماس من أجل انتزاع حقوقهم.

والوضع الحالي هو فرصة ذهبية من أجل التقدم إلى الأمام، على صعيدي مقاومة الاحتلال ونشاط حماس في الساحة بالضفة الغربية، صحيح أن السلطة ما زالت تضيق على حماس وتنسق مع الاحتلال، وصحيح أن الأحداث قد تتباطأ بأي لحظة.

لكننا أمام فرصة تستطيع حماس اقتناصها لإشعال الوضع في الضفة، والوصول إلى نقطة اللاعودة.

وإن لم تنجح بذلك فعلى الأقل ستضيف خطوةً بسيطة إلى التحسن الذي يتراكم منذ سنوات، وفي كل الأحوال لن تخسر الحركة شيئًا.

المطلوب هو جرأة في الاندماج بالمقاومة الجماهيرية والشعبية، بالإضافة إلى مد جسور التواصل مع آلاف الشباب المتعطش للعمل مع حماس في الجامعات والمدارس والمساجد.

صحيح أن الوضع الأمني ما زال خانقًا وصعبًا، لكن هذه ثغرة في الجدار الأمني يجب استغلالها من أجل إضعاف وزعزعة هذا الجدار.

سيكون هنالك تضحيات وأثمان يدفعها أبناء وكوادر حماس، هذا لا شك فيه، لكن هذا هو ثمن الجهاد في سبيل الله، المهم أنه ثمن سيأتي بنتيجة (إن شاء الله).

أما التردد والانتظار إلى أن تصبح الأحوال مواتية، فهذا نتيجته الانتكاس والعودة إلى الوراء، فلا الاحتلال ولا السلطة سيوفرون لحماس أجواءً وظروفًا مناسبة للعمل، وهم حريصون على محاربتها حتى الرمق الأخير.


والمتوفر هو فرص خاطفة يجب استغلالها، فإما نتقدم خطوة أو خطوتين، أو نتقدم آلاف الخطوات (إن حالفنا الحظ وجاء الظروف المواتية)، وهذا يتطلب جرأة باتخاذ قرارات المشاركة، وتسريع آليات اتخاذ القرار داخل الحركة.

الأحد، 10 ديسمبر 2017

ماذا كان يفعل المستوطنون في قصرة؟



سلطت حادثة اعتداء المستوطنين على المزارعين في قصرة الأسبوع الماضي، والمواجهات المستمرة منذ ذلك الوقت، الأضواء على مجموعات المستوطنين التي تعتدي على المواطنين، والتي تعمل تحت مسميات فضفاضة مثل فتيان التلال وجماعة تدفيع الثمن وغيرها.

أستذكر هنا برنامجًا وثائقيًا شاهدته في بداية التسعينات على "تلفزيون إسرائيل" وتكلم فيه بروفسور صهيوني عن أهمية الجولات السياحية في "أرض إسرائيل"، وقال أنه درس تجربة الصليبيين ولماذا لم يكتب لها النجاح.

وعزا فشل الصليبيين إلى أنهم عاشوا داخل قلاع ولم يحتكوا بالأرض، ودعا الصهاينة إلى التجول في كل مكان بفلسطين، وأن لا يبقوا مختبئين في المستوطنات.

ونجد نفس التفكير لدى الجماعات الصهيونية الأكثر تطرفًا التي ترفض وضع سياج للمستوطنات لأن السياج يوقف تمددها ويعرقل نموها حسبما يؤمنون.

وجاءت الانتفاضة الثانية لتضطر شارون لبناء الجدار العنصري رغم معارضته له سابقًا، من أجل وقف عمليات المقاومة، كما وضعت جدران وأجهزة حماية لكافة المستوطنات في الضفة.

لكن هذا لم يؤثر على قناعة الجماعات الاستيطانية، والتي تقوم بالمهام القذرة نيابة عن حكومة الاحتلال، ولهذا نجد هذه الجماعات حريصة على زرع نفسها في أرض الضفة الغربية، وعدم الاكتفاء بالاختباء وراء أسيجة المستوطنات.

وأكثر هذه المجموعات نشاطًا في منطقة جنوبي نابلس، والتي تقع قرية قصرة ضمنها.

ولهذه الجماعات نشاطات في ثلاثة اتجاهات رئيسية:

شو يعني تنسيق أمني؟


 
موسى العواودة أحد ضحايا التنسيق الأمني
ما هو التنسيق الأمني الذي نطالب السلطة بوقفه؟ والذي ما زال مستمرًا رغم مزاعم عباس بوقفه خلال أحداث الأقصى قبل خمسة شهور، ورغم رفضه لقرار ترمب.

لدينا على سبيل المثال المعتقل السياسي موسى العواودة من دورا (الخليل)، معتقل منذ 27/11 ومدد اعتقاله يوم الخميس الماضي، وحسب ما قال في المحكمة أن محققي السلطة يسألونه عن قضية حكمه الاحتلال عليها عام 1992م.

لاحظوا معي أن تمديد الاعتقال جاء بعد كلمة ترمب، وهذا دليل على عدم توقف التنسيق الأمني رغم كل التصعيد الإعلامي وتظاهر السلطة بالغضب والشجب والاستنكار لقرار ترمب.

لكن أين هو التنسيق الأمني في هذه الحالة؟ وهل السلطة والاحتلال مهتمان فعلًا بقضية حصلت قبل أكثر من 25 عامًا؟

كيف يعمل التنسيق الأمني:

حالة موسى العواودة هي مثال كلاسيكي للتنسيق الأمني بين الاحتلال وأجهزة أمن السلطة، والذي يحصل غالبًا في مثل هذه الحالات كالآتي:

مخابرات الاحتلال تطلب من أجهزة أمن السلطة اعتقال الشخص "المشتبه به"، لكنها لا تخبرها تفاصيل المعلومات عنه، بل تكتفي بخطوط عريضة؛ فمثلًا تقول لهم حققوا مع فلان حول قضية تجارة سلاح أو أموال لحماس أو تشكيل خلية عسكرية.

السبت، 9 ديسمبر 2017

في الذكرى المئوية لاحتلال القدس: هل بدأت حرب التحرير؟


تزامن خطاب ترمب مع حدثين مفصليين في القضية الفلسطينية؛ الأول الذكرى المئوية الأولى لاحتلال البريطانيون لمدينة القدس بتاريخ 9/12/1917م، والثاني الذكرى الثلاثون للانتفاضة الأولى في 8/12/1987م.

وشهدنا في الأيام الثلاثة الماضية بدايات حراكٍ جماهيري فلسطيني وعربي ردًا على خطاب ترمب، فهل يتطور هذا الحراك ليصبح عملًا منظمًا ومستمرًا يوقف المشروع الصهيوني عند حده، ثم ينتقل إلى تحرير القدس وفلسطين؟

تزامن ذكرى احتلال القدس مع الانتفاضة الأولى يقول لنا أن صراعنا مع الاستعمار الغربي ومشروعه الصهيوني، مر بلحظات هبوط وصعود، ولحظات الهبوط كانت أكثر ابتداءً من الاحتلال البريطاني لفلسطين ومرورًا بالنكبة (1948م) والنكسة (1967م).

لكن في المقابل كانت هنالك مقاومة شرسة، وبعد سبعين عامًا من الاحتلال جاءت الانتفاضة الأولى لتؤكد لنا بأن الصهاينة أبعد ما يكونون عن حسم الصراع لصالحهم.

وصراعنا ليس مع المشروع الصهيوني فقط، بل مع الاستعمار الغربي والذي تقوده اليوم أمريكا، ولعل ترمب أراد تذكيرنا بأنه لولا أمريكا لما عاش هذا المشروع اللقيط حتى يومنا هذا.

هذا الاستعمار الذي عمل على ترسيخ أنظمة استبدادية حماية للكيان الصهيوني، وأمدها بكل وسائل البقاء، وتآمر على رغبة الشعوب العربية في التحرر من هذه الأنظمة، مثلما تآمر على فلسطين.

فكانت الانتفاضة الأولى النتيجة الطبيعية لتكبيل الإرادة الشعبية العربية، فانتقلت المقاومة إلى داخل فلسطين وحاربت الاحتلال رغم فارق القوة الكبير.

وما دخولنا نفق أوسلو ثم الانتفاض مجددًا ثم الانتكاس مجددًا خلال أحداث الانقسام، إلا نتيجة طبيعية لغياب الدعم العربي الحقيقي، فكان هنالك فريق فلسطيني رأى أنه "لا قبل لنا بمحاربة الاحتلال فلنحاول التعايش معه"، لكنه كل مرة كان يصطدم بحقيقة أن المشروع الصهيوني غير قابل للتعايش معه.

وجاء ترمب ليؤكد هذه الحقيقة الجلية، كما أكد على أن المشروع الصهيوني هو امتداد للاستعمار الأمريكي، نفس الاستعمار الذي يحارب الثورات العربية من خلال وكلائه أنظمة "الثورات المضادة" (أنظمة الاستبداد والفساد).

استطاعت الانتفاضة الأولى وما تلاها من انتفاضات وضع فرامل للمشروع الصهيوني، لكن النفس القصير في كل مواجهة كانت يعطينا نتيجة باهتة، والرغبة المتعجلة بقطف الثمار كانت نتيجتها دومًا العودة إلى نقطة الصفر، فكانت أوسلو وأخواتها.

المعارك تحسم بنتيجتها النهائية، بإمكانك أن تلعب مباراة جميلة وأن تتقدم بالأهداف طوال المباراة، لكن لو قلب خصمك النتيجة في الدقائق الأخيرة للمباراة فلن يفيدك لعبك الجميل ولا تقدمك السابق.

نحن نواجه عدوًا إمكانيته ضخمة وغير محدودة، تتعدى قدراته كدولة (مزعومة)، فتقف إلى جانبه أقوى دولة في العالم، ودولًا عربية يقودها قادة مرتبطون بهذا العدو.

وعدونا عنده هاجس البقاء، ويرتعب من فكرة الزوال، فهو يدرك كم هو هش وقابل للهزيمة، ولهذا السبب هو في عملية عدوانية مستمرة، من أجل ترسيخ وجوده؛ سواء من خلال الاستيطان أو شن الحروب أو التآمر على الشعوب العربية.

وطلب نتنياهو من ترمب نقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال يأتي ضمن هذا السياق، ورغبة في استغلال لحظة انشغال الشعوب العربية بهمومها الداخلية.

نقف اليوم على مفترق طرق فإما أننا أمام وعد بلفور جديد يحقق الحسم للصهاينة، ذلك الحسم الذي عجزوا عنه طوال المئة عامٍ الماضية.

وإما أننا أمام انتفاضة تجدد الطريق التي بدأناها قبل ثلاثين عامًا، ولنتعلم الدرس هذه المرة بأن لا نسمح لأصحاب النفس القصير بقيادتنا، وبأن نحاسب قادتنا وأن نقول لمن تعب منهم أن يرحل، ولنستمر في المعركة دون توقف حتى ننتصر.

الخميس، 7 ديسمبر 2017

هل سيدجن كوشنير العرب؟


هذا الولد اسمه جاريد كوشنير، زوج أيفانكا ابنة ترمب، ومستشاره ومهندس قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وهو يهودي متدين وصهيوني متطرف.

خلال الأسابيع والأشهر القادمة سيقال عنه أحد أمرين:

أنه مستشار عديم الخبرة (وهو كذلك فعلًا) واتخذ أسوأ القرارات بالنسبة للصهاينة والأمريكان

أو

أنه عبقري استطاع تدجين العرب ووضعهم في جيب اليهود الصغيرة.


الذي يقرر ذلك هو أنتم وتعاملكم مع القرار، إما أن تجعلوا ترمب يندم على استماعه لنصيحة زوج ابنته وإما أن تندموا كما ندم أبو عبد الله الصغير (آخر ملوك غرناطة).

الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

لماذا الرد على ترمب واجب؟


عندما يشتمك شخص بكلمة نابية بإمكانك التظاهر بإنك "إنسان" حضاري ولا تهزك الكلمات ولا ترد عليها.

لكن عندما يشتمك لص وهو يحمل سكينًا بيدك، فسكوتك رسالة بإنك خائف، فسيتشجع ويهاجمك.

أما لو هجمت عليه غاضبًا وبحثت عن حجرٍ لترجمه به، فسيعيد حساباته وقد يتخلى عن فكرة سرقتك ونهبك إن وجدك جادًا في مهاجمته.


وهكذا التعامل مع اعتراف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، فسكوتك رسالة للصهاينة أنك ضعيف وبالإمكان الاعتداء عليك أكثر وأكثر، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.

الثلاثاء، 5 ديسمبر 2017

ما بين الرئيسين ترومان وترمب


عندما اعترف الرئيس الأمريكي ترومان بالكيان الصهيوني قبل 69 عامًا عارضه بشدة وزير خارجيته جورج مارشال، وحصلت مشكلة عاصفة بينهما بسبب ذلك.

فقد كان مارشل يخشى ردود الأفعال العربية، لكنها خرجت ردود باهتة، ومشت سياسة ترومان الداعمة للصهاينة منذ ذلك الوقت.

لقد دفعنا ثمن تخاذل أجدادنا فلا تكرروا الخطأ مع قرار ترمب المتوقع.


لا تخيبوا رأي مستشاريه الذين نصحوه بعدم اتخاذ الخطوة خوفًا من ردود فعل المسلمين، وإلا سيدفع أبناؤنا وأحفادنا الثمن غاليًا.

اليمن إلى أين بعد مقتل علي صالح؟




أسدلت الستارة على سيرة طاغية عربي بمقتل علي صالح إلا أن مستقبل اليمن أصبح أكثر غموضًا، فإلى أين تسير الأحداث؟

خلفية عامة:

سيطر الحوثيون على مساحات واسعة في الشمال اليمني، من خلال تحالفهم الوثيق مع علي صالح عام 2014م، وبفضله تمكنوا من الاستيلاء على قسم كبير من سلاح الجيش اليمني الذي كان بحوزة صالح وأنصاره.

ورغم أنه تحالف مصلحي انتهازي بالدرجة الأولى، إلا أن الحوثيين وعلي صالح يأتون من خلفية "اجتماعية قبائلية" متداخلة، وهذا سهل على الحوثيين اختراق قوات علي صالح.

الصراع في اليمن متعدد الجهات، ويمكن اختصارها بالآتي:

أولًا: تحالف الحوثيين مع علي صالح ويسيطر على صنعاء وأجزاء واسعة من شمال اليمن.

ثانيًا: قوات الشرعية: وهي مكونة من الجيش اليمني (باستثناء القوات التابعة لصالح مثل الحرس الجمهوري) بالإضافة للمقاومة الشعبية التي يعتبر الإخوان المسلمين جزء منها.

وتسيطر على اليمن الجنوبي وعلى مناطق في اليمن الشمالي مثل تعز ومأرب.

ثالثًا: القوات الإماراتية وهي تتصرف كقوة احتلال في مناطق جنوبي اليمن وتسعى لتقسيم اليمن، وتحاصر المقاومة في تعز وتمنع عنها السلاح، وتحارب قوات الشرعية في عدن ومختلف مناطق الجنوب.

رابعًا: القوات السعودية وهي تتشكل بشكل رئيسي من القوة الجوية التي تقصف مناطق الحوثيين وعلي صالح، وتقدم الدعم المحدود لقوات الشرعية في شرق اليمن (مأرب).

والدور السعودي ليس تخريبيًا مثل الدور الإماراتي، إلا أنه سلبي وغير حاسم، وفشل مرارًا باستغلال الفرص لحسم الحرب عسكريًا.

الأحداث الأخيرة:

الجمعة، 1 ديسمبر 2017

حول عملة "البت كوين"


تنتشر هذه الأيام الأخبار عن ارتفاع أسعار عملة إلكترونية "بيت كوين" بمعدلات كبيرة جدًا، ووصل سعر الوحدة إلى 11 ألف دولار.

البعض يستغلها من أجل الترويج للربح السريع والسهل، وهنا لا بد من التأكيد على أمرين:

الأول: هذه فقاعة سوف تنفجر فأي بضاعة تصل لأسعار أكثر من سعرها الحقيقي بكثير، سينهار سعرها عند لحظة ما بشكل كبير، وحصلت فعلًا في السابق مع فقاعة شركات التجارة عبر الانترنت.

الثاني: قاعدة هامة في التجارة وكافة أمور الحياة، لا يوجد شيء اسمه ربح سريع وسهل، هذا مجرد وهم، ربما ينجح الأمر مع شخص من بين مئة ألف شخص، لكن القاعدة الأساسية أن الربع والتفوق يحتاج لتعب وعمل.
حتى السرقة والغش والمال الحرام بحاجة لتعب وجهد من أجل الحصول عليه.

فلا تجعلوا أوهام الربح السريع تجركم لمستنقع غرق فيه الكثيرون من قبلكم واتعظوا.